وبحسب كبير المفاوضين باسم كابل عبد الله عبد الله، فإنّ 12 ألف مدني قتلوا وأصيب 15 ألفا بجروح منذ توقيع اتفاق بين الحركة والولايات المتحدة بشأن الانسحاب من أفغانستان في فبراير (شباط) الماضي. لكن المسؤول في الحركة ملا عبد الغني برادر وأحد مؤسسيها لم يتبن موقفا مماثلا. ويشعر المتمردون أن خفض العنف في البلاد قد يؤدي إلى محاصرة نفوذهم. ويرى مراقبون أن حركة طالبان التي رفضت الاعتراف بحكومة الرئيس أشرف غني ستسعى إلى إعادة بناء أفغانستان لتصبح «إمارة» إسلامية، بينما ستعمل إدارة غني على الحفاظ على الوضع الراهن المدعوم من الغرب لجمهورية دستورية كرّست العديد من الحقوق بما في ذلك مزيد من الحريات للمرأة.
فنحو 95% من الأفغان لا يحصلون على الغذاء الكافي، ويواجه نحو 23 مليون مواطن المجاعة، بعد الفوضى التي شهدتها البلاد، إثر سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم، فمن المتوقع أن تكون الأوضاع أكثر كارثية في الأشهر المقبلة. تجميد المساعدات الدولية من جانبها، تسعى «طالبان» إلى نيل الاعتراف الدولي، الذي يعتبر خطوة فارقة في الوضع الاقتصادي للدولة، خصوصاً مع عودة المساعدات الدولية، فضلاً عن دلالاتها السياسية. غير أن الموقف الدولي مازال يسوده التردد بشأن إعادة المساعدات والمنح، خصوصاً في ظل سيطرة الحركة على الحكم، والتخوف من عدم وصول هذه المساعدات إلى مستحقيها. كما أعلنت بعض الدول والمؤسسات الدولية ربط المساعدات بالتزام «طالبان» ببعض الحقوق المدنية والشروط، ومنها احترام حقوق المرأة، وعدم إعاقة خروج اللاجئين الأفغان، ومنع عودة الإرهاب.
المغتربون في دولة الإمارات العربية المتحدة - ويكيبيديا
القرية العالمية: وجهة ثقافية وترفيهية فريدة من نوعها
المفوضية - الأسئلة الأكثر تكرارًا - UNHCR
عبد الله عبد الله قال إنه حتى إذا لم يتمكن الجانبان من الاتفاق على جميع النقاط فعليهم تقديم تنازلات. وأضاف «الوفد التابع لي في الدوحة يمثل نظاما سياسيا يدعمه ملايين الرجال والنساء من خلفيات ثقافية واجتماعية وعرقية متنوعة في وطننا». وقال زلماي خليل زاد مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى أفغانستان إن منع الإرهاب هو الشرط الأساسي لكن حماية حقوق النساء والأقليات ستؤثر أيضا على أي قرارات مستقبلية بشأن التمويل الذي يخصه الكونغرس. وأضاف «لا يوجد شيك على بياض». وأقر المتفاوضون في الجلسة الافتتاحية في الفندق الفخم بالعاصمة القطرية بأن المحادثات ستكون طويلة ومعقدة، حيث تجري على وقع استمرار أعمال العنف في المناطق الأفغانية.
ومن ثم تعد أفغانستان واحدة من أكثر دول العالم فقراً، وأقلها نمواً وتطوراً، وتعيش الدولة على القروض والمساعدات الدولية، في ظل ظروف حياة قاسية وصعبة، لا تخلو من الصراعات الدامية، والاقتتال الداخلي، حيث يستشري الفساد والعنف. وبناءً على ذلك، ستنهار أفغانستان إذا ما تم إيقاف مد يد العون والمساعدات الخارجية. فقد حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الغذاء العالمي، من سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية في أفغانستان، وبدأت تتصاعد حدة المخاوف مع بداية دخول فصل الشتاء، وتحول الجو إلى البرودة القارسة، واجتياح الجفاف العديد من المناطق.
محادثات سلام بين طالبان وأفغان آخرين في قطر والقتال
دولة الإمارات تجدد تعهدها بمواصلة تقديم الدعم الإنساني والإنمائي
بعد 6 أشهر ..ما واقع اللاجئين الأفغان في دول خليجية؟
البحث عن الشرعية: دبلوماسية "طالبان" منذ سقوط كابول
العتبة العلوية المقدسة
انهيار الداخل بحسب بيانات صندوق النقد الدولي 2021، تشير تقديرات إلى أن عدد السكان وصل إلى 39 مليون نسمة. يعيش ثلثا سكان أفغانستان تحت خط الفقر، فلا تتعدى حصة الفرد دولاراً ونصف دولار أميركي يومياً، فيما تبلغ نسبة البطالة في البلاد نحو 40%. في الوقت نفسه، تتربع أفغانستان على قمة الدول المنتجة للأفيون، ويزيد إنتاجها على إنتاج الدول الأخرى مجتمعة، على الرغم من إنفاق الحكومة ملايين الدولارات للقضاء على إنتاج المخدرات في البلاد.
الإمارات تنجح في إجلاء 36500 شخص من أفغانستان
وبناءً عليه، أعلن صندوق النقد الدولي تعليق المساعدات المخصصة لأفغانستان، كما علّقت برلين التي تعد من أكبر 10 مانحين لأفغانستان مساعداتها التنموية التي تقدر بـ430 مليون يورو، وتدرس كل من بريطانيا وفرنسا وأستراليا أيضاً خفض التعهدات. في المقابل، دعت الحركة المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات للبلاد، وعدم تسييس المساعدات، مشددة على أنها ليست تنظيماً إرهابياً، وتعهدت بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان قاعدة للإرهابيين الذين قد يهددون الغرب، وأنها حريصة على إيصال المساعدات إلى المستحقين من الفقراء والنساء والأطفال من الشعب الأفغاني. مؤكدة أن أوضاع الدولة لن تشهد أي تحسن من دون المساعدات الخارجية. إغاثات إقليمية تعاملت دول أخرى مع الوضع الداخلي في أفغانستان من منطلق الإغاثة الإنسانية، بمنأى عن موقفها السياسي من الحركة، فقد بادرت دولة الإمارات العربية المتحدة بإرسال المساعدات، حيث قامت بإرسال طائرة مساعدات إنسانية طبية وغذائية إلى العاصمة كابول، وقد أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن تقدير دعم الإمارات، خصوصاً أنها استهدفت سد الاحتياجات الأساسية والضرورية لآلاف الأسر الأفغانية، والفئات الأكثر ضعفاً، كالنساء والأطفال وكبار السن.
تقرير أممي: متطرف يعيش في إيران يصبح زعيم تنظيم "القاعدة"